السلفيون الجزائريون في مأزق
لأول مرة حسب رأيي يجد السلفيون الجزائريون أنفسهم في مأزق شديد وحرج كبير بين طاعتهم لولي الأمر والاستسلام التام مثلما يقولون في أدبياتهم وفتاويهم حيث تراهم يستنكرون عن الشعوب العربية والإسلامية عموما والأحرار خصوصا تنظيم مظاهرات ومسيرات وإضرابات كوسائل سلمية للاستنكار والاحتجاج والضغط لتغيير المنكر
فهم يقولون هذه بدع وعادات غربية مرفوضة وبين الاستنكار والاحتجاج بهذه الأساليب أو بغيرها
فجاء اليوم حيث سيجدون أنفسهم في مأزق من قانون الداخلية الذي يوجب على المرأة المتحجبة نزع خمارها وليس نقابها فهم يرفضون مجرد رفع النقاب فما بالك بالخمار وأيضا هم يرون بحرمة حلق اللحية بل لا يجوز الأخذ منها مهما طالت وكبرت
فماذا هم فاعلون؟ يحلقون ويهذبون طاعة لولي الأمر ويعرون نسائهم طاعة لولي الأمر أم يستنكرون ويصدرون الفتاوى بحرمة الفعل وينظمون وقفات صامتة أمام الدائرة مثلا للاحتجاج والرفض أم ماذا سيقولون ويفعلون؟
ومتى يصدر شيخهم بل شيوخهم هنا وهناك في المملكة الفتوى في حكم نزع الخمار وحلق اللحية؟ فوزير الدين عندنا أفتى بالجواز وعندنا وزير الأمن فتاوى جاهزة من علماء العوائد والموائد تبرر قانون العار بنزع الخمار ببلاد الأحرار
الآن يجدون أنفسهم يحتجون وينتقدون وينتفضون وبهذا يدخول إلى عالم السياسة مرغمين مكرهين ويستعملون أساليب كانوا يحرمونها على غيرهم
فقانون نزع الخمار اختبار للقوم في مدى تمسكهم بدينهم
ننتظر ولانسبق الأحداث وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
ملاحظة: الاهم من صدور الفتوى هو العمل بها