السلام عليكم ورحمة الله
إن أولى الصفات التي يجب على المرأة أن تبحث عنها في شريك حياتها هو التدين، والشخص المتدين
هو الذي يخشى الله تعالى، ويطيع أوامره وينتهي عن نواهيه، وإن خشية المرء لله تعالى تمنعه من
الظلم والتعدي والاستهانة بزوجته، فإذا أحب الشخص المتدين
زوجته أكرمها، وإذ ا كانت سيئة تستحق البغض لم يظلمها، وحاول بشتى الطرق إصلاحها وكثيرًا ما
ينجح في ذلك، لأن الإنسان يحب ويخضع لمن يحسن إليه ويعطف عليه.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من منع تزويج ذي الدين والخلق، فقال عليه الصلاة والسلا م: "إذا
أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي
وحسنه الألباني،.
أما تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم الخلق بالذكر مع كونه من الدين، فإنه لأهميته في استمرار
الحياة الزوجية واستقرارها، فالخلق هو الحاكم على التدين قوة وضعفًا، وقد يكون الرجل صاحب
عبادات ظاهرة، إلا أن رصيده في جانب الأخلاق ضعيف، مما يدل على هشاشة تدينه وجهله بحقيقة
الدين. قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " [رواه الحاكم و صححه الألباني].
إذًا عليك أن تختارين صاحب الدين والخلق الصابر القان ع الذي عنده عمل يقتات منه و يكون مطعمه
حلال ومشربه حلال وملبسه حلال ومسكنه حلال.
وما يقال عن الرجل عند احتيار شريك حيات ه يقال أيضًا عن ا لمرأة عند اختيار شريك حياته ا، فلا بد من
التأكد من صلاحه وتقواه والله عز وجل يقو ل: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادك م..) النور،
. الآية: 32
روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قا ل: " إذا أتاكم من ترضون دينه، وأمانته فزوجوه، إلا
تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
روى مسلم عن فاطمة بنت قيس أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن معاوية بن
أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عل يه وسلم: " أما أبو جهم فلا يضع عصاه
عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد" فكرهته ثم قا ل: " انكحي
أسامة " فنكحته، فجعل الله فيه خيرًا، واغتبطت.