...........تلك آمنة بنت وهب أكمل سيدات بني هاشم ، كم بدا لها من
حقائق ، وكم بدا لها من أسرار ، وكم تجلى أمام عينيها من مشاهد في
الكون قريبة وبعيدة ، أبصرتها عل ضياء وليدها الأعظم صلى اله عليه وسلم
وما أصدق العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، إذ يمدح الرسول الكريم
فيقول
فلما ولدت أشــــــرقت الأرض وضاء بـــنورك الأفـــــــــــــق
نحـــن في ذلك الضيــــــاء وفي النـــــور وسبل السلام نحترق
نعم أشرقت الأرض ، وضاء الأفق ، واختفى الليل البهيم ، الذي غشى العالم
حينا من الزمان بظلامه الحالك ، وسحبه القاتمة ، سحب الباطل والشر ،
والكفر والضلال والجهل ، وظهر الإيمان ، وانتشر العلم ، واتسع الهدى، فيا
لهامن إشراقة خالدة ، لم يزل يفوح شذاها ، ويضيئ سناها، وينبثق فجرها
ويفيض نورها ، ياله من مطلع فجر جميل ، تنادي فيه أهل السماء أن قد ولد
أحمد، وتنادي الذين عرفوه من أهل الأرض أن قد ولد محمد إسم كريم على
النفوس ، محبب إلى القلوب ، يحلو وقعه على الآذان . ويجد المؤمن عند
ذكره حلاوة الإيمان ، إسم لم يسم به قبل نبيا * أحمد *
فقد عرف أن جده عبد المطلب حين بشر به لم يكد يتأمله ، ويرى ضياء وجهه
وسطوع جبينه، وضياء محياه ، وما رسم في أساريره من آيات الطهر والنقاء ،
والإتصال بالسماء ، لم يكد يطالع آيات جماله وجلاله ، حتى سنت نفسه ،
وارتقى حسه، وصفا وجدانه فانطلق يقول بإلهام علوي لأسمينه محمدا ،
قالت آمنة لقد سمعت من يأمرني في النوم أن أسميه أحمد ، قال عبد
المطلب: هو محمد وهو أحمد ، ولعلهما بعض أسمائه ، فجاء إلهام عبد
المطلب ورؤيا آمنة ، وفق ما اختاره الله له وسماه فدعا به وعرفه لآدم عليه
السلام ، حين علم آدم الأسماء كلها ................
الشيخ حسن شبانة * منبر الإسلام *